اختُتمت فعاليات المهرجان الوطني لتراث الملحون بإقليم صفرو في دورته الثانية بسهرة فنية كبرى جسّدت عمق الارتباط بالتراث الملحوني وأصالته، حيث شهدت المنصة تكريمات مميزة لعدد من الأسماء التي أسهمت في خدمة هذا الفن العريق؛ إذ تمّ تكريم المنشد العصامي وابن مدينة صفرو العريقة محمد أفتيس الصفريوي، إلى جانب تكريم مستشار الجمعية المنظمة للمهرجان إدريس جمال، وكذا الأستاذ المحب والمدعم لتراث الملحون بصفرو بدر بنسعادة، كما شمل التكريم الفاعل الجمعوي المحب لهذا التراث أنوار أحمد الشريف، والغيور على الملحون بمدينة صفرو رضى أحمد الشريف.
وعرف الحفل تقديم باقة من الوصلات الملحونية الرفيعة بمشاركة نخبة من أشهر الفنانين من مختلف مناطق المملكة، من بينهم: أنس الكرش من أرفود، عبد الخالق توفيق من سلا، نعيمة الطاهري من الدار البيضاء، ومصطفى اليوسفي من أرفود. وتميزت السهرة كذلك بتلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وقد ألقتها رئيسة جمعية هواة تراث الملحون والفن الأصيل بصفرو، الشاعرة الكاتبة الإعلامية أسماء عضلا أمام الحضور الكريم.
كما شهد المهرجان تنظيم ندوة فكرية وُضعت تحت شعار: «فن الملحون هوية تراثية مغربية»، وهي الدورة المخصصة لشيخ الملحون مبارك السوسي، وقد ناقش أساتذة وباحثون متخصصون مجموعة من المحاور، من بينها: مظاهر الحضارة المغربية في شعر الملحون، التعريف بشيخ الدورة مبارك السوسي، قراءة في قصيدة “كل نور من نوار الهاشمي” نموذجًا، إضافة إلى العناصر الدرامية في شعر الملحون من المتن الحكائي إلى الفرجة المشهدية. وأطر الندوة الأستاذ الباحث في تراث الملحون توفيق بن شقرون، والكاتب والناقد المسرحي الحسين الشعبي، فيما تولّت تسييرها الشاعرة الكاتبة والإعلامية أسماء عضلا. وبهذا الاختتام، رسّخ المهرجان الوطني لتراث الملحون بصفرو مكانته كموعد ثقافي سنوي يجمع الأصالة بالبحث الأكاديمي والإبداع الفني، مؤكّدًا استمرار هذا الفن المغربي العريق في الإشعاع وتثبيت هويته في الذاكرة الوطنية.





